23 نوفمبر 2024 | 21 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ خالد تقي الدين يرصد التحديات التي تواجه مسلمي البرازيل

22 سبتمبر 2013

** ضعف الوعي الديني لدى مسلمي البرازيل نتاج قلة الدعاة وندرة المدارس الإسلامية ومحدودية حركة الترجمة

** تربية أبناء الجالية المسلمة تعتمد علي المدرسة والمخيمات التربوية وبرامج تحفيظ القرآن الكريم

** اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل اعتاد تنظيم معارض للكتاب الإسلامي وأطلق موقعا إلكترونيا للتعربف بالإسلام

** نحتاج إلى دعاة يجيدون اللغة البرتغالية ويتمتعون بالحكمة والصبر والهمة والمثابرة والعزم وابتكار الأساليب

بدأت هجرة المسلمين الحديثة إلى البرازيل أواخر القرن التاسع عشر ثم زادت في بداية القرن العشرين وخصوصا بعد الحرب العالمية الأولى، ويرى المؤرخ البرازيلي " الفريدو إليس " Alfredo Elis أن هجرة المسلمين من لبنان وبلاد الشام بدأت مع بدايات القرن العشرين.

وترجع غالبية أصول الأسر المسلمة في البرازيل لأصول لبنانية حولي 90%، ثم فلسطينية 5%، ثم سورية 3%، جنسيات أخرى 2% "مصرية - مغربية - إفريقية".

ضعف الوعي الديني

وفي هذا الاطار يرصد رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل الشيخ خالد تقي الدين العديد من التحديات التي تواجه المسلمين في البرازيل، وأبرزها ضعف الوعي الديني، الذي يعود - في تقديره- إلى قلة العلم الشرعي عند أبناء الجالية المسلمة، وقلة عدد الدعاة العاملين على الساحة ، ففي حين يوجد في البرازيل حوالي 100 مسجد ومصلى، بالمقابل لا يوجد سوى 40 داعية، ونريد أن نثمن الدور الكبير الذي تقوم به بعض وزارات الأوقاف في الدول العربية، والأزهر الشريف من ابتعاث للدعاة، والمقرئين خلال شهر رمضان المعظم، وكذلك رابطة العالم الإسلامي ، ولكن هذا الجهد لا يكفي فالبرازيل بحاجة لدعاة يجيدون اللغة البرتغالية، ويكون لديهم من الحكمة والصبر والهمة والمثابرة والعزم، ما يدفعهم لابتكار الأساليب والطرق المناسبة لإنقاذ أبناء المسلمين وتعليمهم مبادئ الإسلام.

ويعزو الشيخ تقي الدين ضعف الوعي الديني أيضا إلى ندرة المدارس الإسلامية حيث لا توجد لديهم سوى مدرستان وبعض الصفوف التعليمية، ولا يوجد أي مدرس مبتعث من قبل الدول الإسلامية، وكذلك ندرة الكتب الإسلامية التعليمية باللغة البرتغالية،وكذلك المواقع الإليكترونية باللغة البرتغالية، وهذا يترك الساحة فارغة أمام بعض التيارات أو الجماعات أو الأفكار الباطنية لملأ الساحة بالكتب التي تمتلئ بالمغالطات الفكرية، والتي تشكل خطرًا على تماسك الأسرة ولجوء بعض أبنائها للتطرف.

الانحلال الأخلاقي

وتشكل ايضا قضية الانحلال الأخلاقي تحديا آخر - كما يشير الشيخ تقي الدين- اذ تسود حرية تامة في هذه البلدان تبيح للشباب شرب الخمر، ونوادي الرقص، وتعاطي المخدرات، والعلاقات الكاملة بين الشاب والفتاة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تبدو طبيعية في عرف المجتمع البرازيلي، غير أنها محرمة في شريعتنا الإسلامية، ومن آثار هذا الانفلات انجراف نسبة من شباب المسلمين في تعاطي المخدرات وممارسة العلاقات المحرمة، كما يؤدي هذا الانحلال لكثير من الجرائم، والشذوذ.

الفقر

الفقر أيضا – كما يوضح الشيخ خالد تقي الدين- من المشكلات التي تواجه الكثير من الأسر المسلمة في البرازيل، حيث لا يستطيع كثير من المسلمين تأمين التعليم المناسب لأبنائهم، وتوجد حالات كثيرة لأسر تطلب العون بمنح دراسية لتعليم أبنائها، كما كثرت الأسر التي تتلقى معونة شهرية من بعض المؤسسات الإسلامية تتمثل في سلة الطعام لشدة حاجتها إليها، وهذا الأمر جديد على الجالية، ويبرز حقيقة مرة أن الكثير من أبنائها قد يلجأ للانحراف أو سلوك طرق غير شريفة للحصول على الرزق .

برامج تربوية وتعليمية واجتماعية

وحول جهود مواجهة هذه التحديات يقول الشيخ تقي الدين إن المؤسسات الإسلامية تعنى بعمل برامج تربوية وتعليمية واجتماعية الهدف منها حماية الأسر المسلمة من الذوبان داخل المجتمع البرازيلي وثقافته ، والعمل على إعطاء صورة طيبة عن الأخلاق الإسلامية، فقد قام اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل بعمل بعض المعارض للكتاب الإسلامي داخل تجمعات الشعب البرازيلي، وقام بإنشاء أكثر من موقع إلكتروني لتلبية حاجات الشعب البرازيلي للتعرف على الإسلام والجالية المسلمة، وكذلك إقامة معرض مصور عن الإسلام وحضارته ومساهمته في تقدم البشرية، والغرض من هذا هو الحفاظ على الأسر المسلمة، والانتقال لدعوة الآخر للتعرف أكثر وأكثر على المبادئ الإسلامية، والاندماج الإيجابي داخل المجتمع البرازيلي.

وأشار أيضا الى تدشين برامج لتوعية الشباب السلم من خلال الدورات والمخيمات التربوية، وتأمين سلة غذاء شهرية للأسر الفقيرة، وتأمين منح دراسية لأبناء الأسر الفقيرة، والتواصل مع العائلات من خلال المراكز الإسلامية التي تضم مسجدا وقاعة للاحتفالات لاقامة حفلات أبناء الجالية المسلمة، مثل الزواج، وبعض المرافق الأخرى، وكثير من الأسر يكون همها المحافظة على أولادها، تربطهم بالمركز خوفًا من ذهابهم إلى المراقص، كما أن هناك برامج للشباب من خلال وسائل والمؤسسات، عبارة عن مخيمات ورحلات الحج والعمرة، دورات لتحفيظ القرآن، ومسابقات، وفي حدود الإمكانات المتاحة، نحاول إعطاء الشباب جرعة إيمانية، ونسعى المدارس الإسلامية الخاصة بتربية أبناء المسلمين، رغم أنه تحد كبير.

مدارس ومخيمات

وتابع قائلا: إن تربية أبناء الجالية المسلمة تعتمد علي المدرسة والمخيمات التربوية التي تعقد بصفة مستمرة لشباب المسلمين، ويتم تنظيم كرنفالات ومهرجانات، وهناك برنامج ثابت طول العام، يشمل حصرًا لعدد الشباب وتعليم القرآن ومسابقات ويمنح الشباب فيها مكافآت مجزية، وهناك مخيمات تقام في عدة أماكن يتم إبلاغ أبناء الجالية المسلمة، بهذه المخيمات وأماكنها وبرامجها، ويتم تعريفه بالإسلام، ويتم غرس قيم الإسلام في نفوسهم، وبالتالي يتكون لديه دافع المحافظة على قيم الإسلام، وهناك مساعي للتكامل بين المؤسسات الإسلامية لتربية أبناء المسلمين، وهناك مدارس إسلامية يشرف على إدارتها مسلمون، بمناهج الدولة، وقد حصلنا على موافقة بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتنتهي هذه المدارس بالمرحلة الثانوية.

التواصل مع الدعاة

وشدد على افتقار مسلمي البرازيل للتواصل مع الدعاة والعلماء العرب، كما أن هناك حاجة لوضع كتب ومناهج مناسبة، وإنشاء مدارس ومراكز إسلامية متكاملة، ونحن كمسلمين لدينا نحو مائة مسجد ومصلي في 27 ولاية، و 40 شيخ وداعية، والحمد لله استطعنا أن نحصل على عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهذا من شأنه تعزيز التواصل مع المؤسسات والهيئات الإسلامية ذات الشأن والمكانة.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الداعية الاسلامي/ خالد تقي الدين لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت